logo
image

كلمة صاحب السمو الملكي الأمير

فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز

أمير منطقة المدينة المنورة

المدينة المنورة دار الهجرة  والإيمان، ومنبع الثقافة والحضارة، ومدينة سيد البشر ومثواه صلى الله عليه وسلم، تجتذب القلوب وتنشر السكون، وتحيط المسلم والمسلمة بمشاعر تتأصل في النفوس. هذه المدينة هي أم المدائن وأنموذجها، لها طابعها المميز الذي لا يحاكى، وتاريخها الذي لا ينسى. تاريخها هو تاريخ الإسلام وتاريخ  نبي الأمة المصطفى صلى الله عليه وسلم، سطره المؤرخون ولا يزال كتاباً مفتوحاً للمزيد من العبر والدروس المستخلصة. حروف هذا التاريخ تضيء دروب الصدق والسماحة والإيمان الصادق والإنسانية والخيرية للبشرية جمعاء.

 تطورت المدينة المنورة في عمرانها ومساحتها وجوانب التنمية المتعددة فيها، وظلت على قدسيتها التي خصها المولى بها. امتدت أيادي النماء والبناء لجوانبها المتنوعة على مر العصور وازدادت في محيطها وعناصرها العمرانية وسكانها، واستمر الوجدان للمدينة قوياً.

ومع تزايد المسلمين وتيسير وسائل الوصول اليها أصبحت المدينة المنورة في حاجة إلى المزيد من البناء والتوسع والتطوير، وقاد مسيرة  البناء المشرف هذه؛ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي زف إليها  كل اهتمامه -  يرحمه الله - وأطلق بوابة العناية السعودية بهذه المدينة المقدسة التي هي مستمرة إلى يومنا هذا. فقد واصل الملك سعود بن عبد العزيز والملك فيصل بن عبد العزيز والملك خالد بن عبد العزيز والملك فهد بن عبد العزيز والملك عبد الله بن عبد العزيز-  رحمهم الله - وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله-، مسيرة العناية الخاصة بالمدينة النبوية.

وستشهد بإذن الله المدينة المنورة في مستقبل الأيام كثيراً من أعمال التنمية والبناء في عدة مجالات لتواكب الغد واحتياجاته، ولتزيد من جوانب التيسير لزوارها من المسلمين، ولتواصل أداء رسالتها التي اختصها الله عزوجل بها.

وعندما اختيرت المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية فإن هذا الاختيار لم يكن ليضيف شيئاً جديداً، بل كان وسيلة لنشر تراثها وقيمها وتاريخها واستخلاص العبر والدروس منه.

وبهذه المناسبة ظهرت عدة مبادرات تؤسس للثقافة تأسيساً عصرياً جديداً يخدم تراث المدينة وينشره بشكل أوسع . فسيكون هناك بإذن الله مراكز عملية، ومكتبات عصرية، وبرامج ثقافية، ومتاحف متخصصة، ومنتديات مؤصلة علي المنهج الإسلامي الصحيح.

ومن ضمن الجهود التي بذلت لهذه المناسبة الثقافية؛ إصدار هذا الكتاب الذي يوثق لأبرز الصور الفوتوغرافية للمدينة المنورة، من أجل إثراء الرؤية البصرية لتاريخها وتوظيف التأثير الذي تقدمه للمطلعين عليها، وتشجيع استخلاص المعاني والمعلومات التي تنطق بها. هذه الصور ليست إلا نماذج لتكون مادة مناسبة للتعريف بالمدينة عبر التاريخ، ولحفظ المضامين التي رصدتها تلك الصور.

و لعل هذا الكتاب التذكاري يكون وسيلة للمزيد من التفكير في خدمة معلومات المدينة المنورة، من خلال الصور الفوتوغرافية التي ترصد التاريخ، وتتيح للباحثين الدراسة المعمقة عن جوانب العمران والإنسان لهذه المدينة المقدسة التى نعتز ونتشرف بخدمتها وخدمة أهاليها والمسلمين الوافدين إليها.

نسأل الله عز وجل أن يبارك في الجهود، وأن يحقق على أيدينا جميعاً الخير والمأمول للمدينه المنورة، مدينه النور والسلام والعلم والمعرفة، مدينة المصطفى عليه الصلاه والسلام.

فيصل بن سلمان بن عبد العزيز