لطباعة المصحف الشريف تاريخ طويل يمتد لقرون يعود أولها إلى القرن السادس عشر في أوروبا ثم تتالت طبعاته في إيران والهند ومصر وغيرها من بلاد العالم الإسلامي. واستشعاراً من حكومة المملكة العربية السعودية بأهمية طباعة المصحف بوصفه كتاب المسلمين الأول ومصدر التشريع الأساس شهدت المملكة طباعة أول مصحف فيها عام 1369هـ/1949م في مكة المكرمة بواسطة شركة مصحف مكة المكرمة التي أسسها وأدارها عدد من أهل الخبرة من أبناء المنطقة. وقد صححت تلك الطبعة من قبل مجموعة من علماء مكة ووافق عليها الأزهر الشريف بمصر وتمت الطباعة في عهد الملك عبد العزيز الذي عبر عن سعادته بذلك الإنجاز وأكرم القائمين عليه.
تتالت بعد ذلك الطبعات للمصحف الشريف على المستوى التجاري، وخوفاً من كثرة الأخطاء في تلك الطبعات لضعف العناية، قررت الحكومة السعودية إنشاء مطبعة تليق بكتاب الله، فكان إنشاء مجمع الملك فهد في المدينة المنورة الذي طبع المصحف الشريف بإسم «مصحف المدينة النبوية». كان ذلك في عهد الملك فهد بن العزيز رحمه الله الذى افتتح المجمع عام 1403هـ/1984م لبدء تشغيله. وما يزال المجمع يؤدي عمله على أكمل وجه. وما تزال المطبعة تمد المسلمين ومساجدهم في المملكة وفي العالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع بنسخ من المصحف بطباعة مضبوطة ومتقنة تليق بكتاب الله وترجمات لمعانيه بعدة لغات.